تحقيق : البيوت الآيلة للسقوط على وشك الإنهيار
يعاني الكثير من الشعوب من بيوتهم التي توشك على
الإنهيار بسبب قدامتها وخرابها لسنين طويلة ، وهناك صور محزنة تتداولها مواقع
التواصل الإجتماعي لتلك البيوت التي يقطنها العوائل في البحرين ، وهي صور ليست
بجديده علينا ، بل واقع تنقله لنا كل وسائل الإعلام ، بل وتعبت تلك الأقلام
وامتلأت صفحات الصحف بشكاوى واقتراحات الأفراد وتصريحات للمسؤولين التي تشير إلى
أن المستقبل سيكون أفضل .
الحس الفكاهي للأفراد والعوائل البحرينين وصبرهم اللامحدود على مساكنهم
الآيله للسقوط جعلهم يتداولون وينشرون في وسائل التواصل الإجتماعي وصلات صور من
القرى على أنها الجنة المفقوده ، وحينما تفتح الصورة تكتشف بأنها بحيرات من مياه
الأمطار تجمعت بعضها في بيوتهم وأخرى في شوارع القرى وقد استغلها الأطفال للسباحه
!
المشكله ليست في شوراع القرى التي تغطيها الأمطار في بعض الأحيان وليست في
أعطال السيارات التي تصيبها بسبب هذه الأمطار ، بل المشكله أنها تعدت بيوت الفقراء
الآيله للسقوط والتي لا يمتلك أهلها مايجعلهم يحصنون أسقفها من قطرات المطر ،
فكثير من الصحف تحدثت عن حالات تضررت من الأمطار وغرقت بيوتهم ولا من حل .
يقول السيد مكي موظف في وزارة الصحه : ( كان منزلي مكون من حجرة قديمة
مكونه من حصى كبار ، والحمامات سقفها من سعف والمطبخ مكون من نفس الحجر وسقفه من
حطب ، وهناك غرفه سقفها مكون (الطربال) وحين يهطل المطر فإن لاشيء قد يحجبه عن هذه
الغرفه ، والفئران لاتعد ولاتحصى ، والمنزل بأكمله سقفه مفتوح على السماء والغرفة
فقط هي المغطاة وكأنها ليست بمغطاة ).
ويقول م.ع شاب من عائلة فقيره ( ركبت على غرفة أبي لأصطاد العصافير وحين
أردت الركوب على السور وضعت قدمي بالخطأ على سلك الكهرباء وأصابني التماس كهربائي
نجوت منه ، وتلك الإصابه هي بسبب عدم وجود حماية كافيه للكهرباء في المنزل .
أما السيد ع.م يقول ( أن الحمامات كان يغطيهم السعف وحينما حصلت على وظيفه
جيده قمت ببناء الحمامات من جديد ، لأنني حين أردت أن أعلو تلك الحمامات لأتجاوزها
وأصعد إلى حصاد رطب نخله في المنزل سقطت في تلك الحمامات المغطاه بالسعف وأصابتني
إصابه بليغه إثر ذلك السقوط .
وتقول
س.ح أم لثمانية أبناء (في إحدى الليالي الغائمة وحينما غلبنا النعاس أنا وبناتي في
منتصف الليل هطلت أمطار غزيرة واستطاعت أن تخترق نافذة الغرفه التي كانو نائمين
فيها فنزل المطر من النافذه على احدى بناتي وهي نائمة لولا أنني أيقظتها من النوم
بسرعة فائقه .
أما السيد عبدالله أحد الآباء لسبعة أبناء يقول ( منزلي لاشيء يقيه ، لا
الصيف ولا الشتاء ، أما الصيف فالشمس تسطع على رأس المنزل ، وأما الشتاء فلاشيء
يقينا من برودة الجو ، وليس هناك مايوقف الأمطار عن إغراق المنزل ، وعند سقوط
المطر فإن كهرباء المنزل تنطفئ بالكامل فأجلس أنا وعائلتي على ضور الشموع التي
تطفيها قطرات المطر المتساقطه من أسقف الغرف ).
والسيده أم محمد تقول ( كان لدينا بعض الحقائب الخاصه بالسفر وضعتها تحت
السرير في إحدى الغرف ، وكان المطر يهطل بغزاره ، فما إن دخلت إلى الغرفه حتى وجدت
تلك الحقائب تسبح في بركة من ماء المطر الذي اخترق سقف الغرفه واستطاع أن يغرقها
بما فيها وبالتالي وصلت تلك الحقائب إلى باب الغرفه فضحكتُ بشدة لذلك المنظر وقلت
شر البلية مايضحك ).
وأضافت ( كانو اخواني ينامون معي في تلك الفتره وفي أحد الأيام الممطرة
بغزارة كانو اخواني نائمين في إحدى الغرف وما إن دخل عليهم زوجي حتى رأى الغرفة
ممتلئة بالمطر وهم نائمون .. فأيقظهم وقام بعمل ثقب في أسفل جدار الغرفه ليخرج
منها الماء إلى خارج الشارع) .
وفيما يخص البيوت الآيلة للسقوط فقد حث وزير شؤون البلديات والزراعه رؤساء
المجالس البلديه على ضرورة الإسراع في استكمال جميع البيانات المطلوبة لقاطني تلك
البيوت المتهالكه ، وأكد أن تنفيذ هذا المشروع يأتي في إطار اهتمامات مملكة
البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة بتوفير العيش الكريم وأفضل الخدمات للمواطنين
والعمل على راحتهم واستقرارهم ، وقال : (ولأن هذا المشروع إنساني فأنا من جهتي سوف
أتحرك بصورة أوسع وكما أنه سيكون هناك تنسيق أكبر وأشمل مع وزارة الأشغال
والإسكان) .
في
اعتقادي أن مشروع بناء البيوت الآيله للسقوط يجب أن يطبق وينفذ بسرعه كبيرة ،
فالمشاكل التي تواجه العوائل بسبب هذه البيوت المنهارة كثيرة ولايوجد مجال للصبر
عليها أكثر من ذلك ، فما عانته منذ القدم وإلى الآن من حقها أن تعيش حياة هادئة
وسعيده ومريحه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق