(التربية الخطأ)
الآباء والأمهات هم المرتبه الأولى
التي من خلالها يتعلم الأبناء ، وحينما يسعى الوالدين إلى تربية أبنائهم بالطريقه
الصحيحه وذلك باتباع أفضل وأسهل الطرق وأبسطها بدون الحاجة إلى تعقيد الأمور.
كانو آباءنا وأجدادنا من أفضل الآباء من حيث التربية والتفاهم والتعامل ،
حيث كانو يستخدمون أبسط الأساليب العفوية في تفهيمنا وتعليمنا وتربيتنا ، على عكس
الآباء الحديثون فهم يتبعون الأساليب المنتشرة في هذه العصور ، والتي أغلبها تبوء
بالفشل كالعقاب الخاطئ والتنازلات والقسوة والإهمال .
ذكرت لي إحدى الصديقات أنها كانت تستخدم أسلوب (مكان الأخطاء ) في تعاملها
مع طفلها ، فحينما يصدر سلوكا خاطئا فإنها تسحبه إلى مكان الأخطاء وهو غرفة النوم
، وتسجنه فيها وتقفل عليه الباب وذلك معاقبة له على ذلك السلوك الذي أصدره ، وهذا
خطأ كبير لأنه قد يتسبب للطفل بنوبة من القهر والتحامل النفسي مما يدفعه إلى إصدار
سلوكا أسوء من ذلك السلوك .
بعض الآباء يسلكون طريق القسوة في
تربية الأبناء ، والبعض الآخر يسلك الطريق المعاكس وهو طريق تقديم التنازلات عن
زلات الطفل المتكرره تلو المتكرره ، وهذان الطريقان خاطئان فخير الأمور الوسط وعلى
الآباء الوسطية في التعامل مع الأبناء وتربيتهم للوصول إلى مرتبه أعلى من الخلق
العليا المتمثلة في الطفل ، مما يساعده على التعايش في وسطه بالطريقه المناسبه
التي ترضيه وترضي من حوله .
الأطفال أحباب الله ويجب التعامل
معهم بلطف لا بقسوة ، فهم إن أتعبونا في الصغر سينفعوننا في الكبر .
*******************************************
(السم البطيء)
الكثير منا يجهل تلك المواد التي تتكون منها
الأطعمه التي نتناولها ، بل وندمن عليها ولا نستطيع الإستغناء عنها وكأنها من
الضروريات الحاسمه في حياتنا ، ولكنها في الواقع كالسم البطيء يخترق أجسامنا وينتشر
في دمنا وجميع أعضاء جسدنا ولعل ما أقصده على وجه الخصوص الماده التي تتواجد بكثرة
في داخل منازلنا وخارجها وهي مادة أحادي قلوتومات الصوديوم .
أثبتت العديد من الدراسات الأمريكية أن العديد من المعلبات التي تحتويها
منازلنا تحمل هذه الماده ونحن نتناولها صغارا وكبارا جهلا منا بأضرارها ومخاطرها
على صحتنا وعلى سبيل المثال مكعبات الماجي التي نستخدمها بشكل شبه يومي في إعداد
الطعام وإعداد الوجبات السريعه للأطفال كالحساء وغيرها ماهي إلا منكهة تحمل هذه
المادة التي تسبب أضرارا تحير العقول وتدهش الأذهان حين سماعها ، كما أن الوجبات
السريعه التي ندمن عليها كالمخدرات وندمن على شرائها بشكل يومي لنا ولأطفالنا
كالهمبرجر والنقانق والبطاطس المقليه قد تثير إعجابنا ونستلذها ونمتلئ غرابة من
أنها تبدو لذيذه في المطعم على عكس إعدادها في المنزل فتكون عادية الطعم ، ولكن
السبب يرجع إلى إضافة ذلك السحر إلى الوجبات السريعه مما تبدو لامثيل لها بالنسبة
لنا ، وكل مطاعم هذه الوجبات بدون استثناء تستضيف هذه الماده على رف مكونات
أطعمتها .
مابالكم لو أن أطفالنا وفلذات أكبادنا من نتعب في تربيتهم ونكافح في سبيل
تقديم أغذية سليمة لهم تساعدهم على نمو صحي متوازن وسليم قد يتناولونها وهم في طور
نمو بسبب جهلنا هذه المواد التي وصفها خبراء التغذية بالسم الهاري . إن هذه الماده
تسبب أضرارا غثيثة على الكبار والأطفال والصغار كالسمنة المفرطه لدى الأفراد ،
وتليف المخ والأعصاب فهي شبيهه بمفعول المخدر ، كما أنها تسبب الصداع والغثيان
والاسهال والتقلبات المزاجية ومشكلات في النوم والأرق ومشكلات جلدية كثيرة مع فرط
النهج الحركي لدى الاطفال فضلا عن الاضطرابات في التعلم والإصابة بمرض الربو .
توجد هذه الأطعمه أيضا في الأطعمه الصينية والسلطات المتناولة في المطاعم
والأطعمه المعلبه ورقائق الشيبس والكثير من المواد الغذائية المصنعه ، وحقيقة
المشكله تكمن في قيام شركات الأغذية بإضافة هذه الماده إلى منتجاتها كمعزز للنكهه
وإبرازها وإخفاء المذاقات الغير مستحبة ، وأيضا للتغطية على وجود مكونات رديئة
داخلة في تركيب منتجاتها وبالتالي تمنع الإحساس بالنكهة الغير جيده للطعام المتخمر
أو الفاسد قليلا وتبرز نكهات أخرى .
لقد أسهم مصنعو هذه الأغذية بإصابتنا بإدمان على منتجاتهم لسنوات ، ويجب أن
لا نصبح ضحية هذا التخدير وهذا الإدمان ، ويجب أن لا يبتلى أطفالنا بهذه المواد
الخطيره ، ويجب أن نحارب ونجاهد من أجل حماية أطفالنا وتقديم أغذية صحية خالية من
تلك المواد السامة .
******************************************************
(عفوا بني قومي للشاعر عبدالرحمن العثماوي)
هو شاعر فنان في كلماته وفي تعبيراته ،
عرفناه بشعره الصادق وبحيويته وبشغف قلبه الذي يلامس قلوب جمهوره الممتلئة بعضها
بالحزن وبعضها بالفرح ليظهر لنا بشعره الذي يداوي جراح أثخنها النزيف .
كما عرفناه وكما قرأنا له وتيقنا بذهنه المتفتح وثقافته اللغوية التي تعالج
آهات الأيتام ، فما تكاد تسمع صوت أحدهم يتألم إلا وقد ظهر لك بكم من الأبيات في
تلك الآلام الجارحة .
قال:
قالو أرح عيناك من طول السهر وأرح فؤادك من
أنينك والضجر
قالو أقم للشعر مملكة بها من كل غالية منعمة
أثر
وأرسم لنا من جسم ليلى لوحة تتنافس الألوان
فيها والصور
هكذا بدأ الشاعر قصيدته وهي بطلب من هؤلاء بأن تنام عينه ويرتاح فؤاده من
الأنين والقهر والحزن ، كما جدد طلبهم في أن تكون هناك مملكة للشعر ليرسم من جسم
حبيبته لوحة تتنافس فيها الألوان والصور ، وفي ذلك إشاره إلى بعض الشعراء الذين
يوظفون موهبتهم الشعرية في الغزل والحب والهيام ، فقد أصبحت اشعار الشعراء فقط
للعتب على هجران أو فقدان أحدهم .
ثم قال:
علق لنا فيها قناديل الهوى وانثر على الجبنات
أطواف الزهر
لقن نجوم الليل أغنية الهوى واسكب رحيق العشق
في أذن السحر
فهنا وصف الحياة بالقناديل والأزهار المعلقة وهذا طبعا مستحيل فالحياة
لاتخلو من الأكدار والأحزان وهو يريدها على عكس ذلك .
ثم أفصح عن مايريد :
أثخنت شعرك بالجراح كأنما تسعى إلى تغيير
ماصنع القدر
هذا هو الأقصى ملأت قلوبنا حزنا عليه ولم يزل
قيد النظر
هذه ربى لبنان امحل روضها فهل استعاد الشعر
فيها ما اندثر
هذا الخليج مضرج بدمائه أترى القصائد سوف
تجبر ما انكسر
إن هؤلاء القوم لايريدون الشعر الممتلئ بوصف الدماء النازفة من أراضي
الأقصى ولبنان والعراق .
ويعود التوسل من جديد :
خدر مشاعرنا بأنغام الهوى فلقد تعودت النفوس
على الخدر
هذا مايريدونه وهذا مايفعله الشعراء أما شاعرنا فلم يحقق لهم مايريدون حتى
وصف الكثير من الشعراء بالإرهابيين ممن تفاعلو مع الدماء والجراح .
ثم يوضح بلهجته ويعتذر :
عفوا بني قومي فلست بشاعر يملي على الكلمات
أمزجة البشر
هذه جراحكم التي أصلى بها أشدو بها شدوا
يخالطه الكدر
أنا لست زمارا اذا نادى الهوى لبى وإن نادى
منادي الحق فر
أنا لا أريد لأمتي إلا مدى رحبا وبعدا عن
مضاجعة الحفر
أنا أيها الأحباب قلب نابض أنا لست تمثالا
ولاقلبي حجر
إن رد الشاعر عليهم بهذا الرد ترداد منهجيته وضوحا ونزداد إعجابا وإجلالا
لقلمه الشاعري ذو الحق الحقيق ، فهذا منهجه وهذه رؤيته للحياة من حوله ثم يترجمها
على شعر يغرم القارئ به كلما يقرأه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق